كان يا مكان، في قديم الزمان، في مصر سلطان صاحب عدل وإحسان، له وزير عاقل خبير، له علم بالأمور والتدبير، وكان شيخًا كبيرًا، وله ولدان كأنهما قمران، وكان الولد الكبير شمس الدين والصغير نور الدين.. وكان الصغير أميز من الكبير في الحُسن والجمال، وليس في زمانه أحسن منه، حتى أنه شاع ذكره في البلاد؛ فكان بعض أهلها يسافر من بلاده إلى بلده لأجل رؤية جماله؛ فاتفق أن والدهما مات؛ فحزن عليه السلطان وأقبل على الولدين، وخلع عليهما، وقال لهما: أنا في مرتبة أبيكما؛ ففرحا، وقبَّلا الأرض بين يديه، وعملا العزاء لأبيهما شهرًا كاملًا ودخلا في الوزارة، وكل منهما يتولاها أسبوعًا.. وإذا أراد السلطان السفر، يسافر مع واحد منهما؛ فاتفق في ليلة من الليالي أن السلطان كان عازمًا على السفر في الصباح، وكانت النوبة للكبير. فبينما الأخوان يتحدثان في هذه الليلة؛ إذ قال الكبير: يا أخي، أريد أن أتزوج أنا وأنت في ليلة واحدة، فقال الصغير: افعل يا أخي ما تريد؛ فإني موافقك على ما تقول، واتفقا على ذلك، ثم إن الكبير قال لأخيه: إن قدر الله، وخطبنا بنتين، ودخلنا في ليلة واحدة، ووضعنا في يوم واحد، وأراد الله وجاءت زوجتك بغلام، وجاءت زوجتي ببنت، نزوجهما لبعضهما؛ لأنهما أولاد عم. استمتع بقصة كل واحد من أبطال تلك الحكاية..
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.