منذ عشرة سنوات، كان يقيم في تلك الفيلا رجل غريب الأطوار، يقضي كل وقته داخل الفيلا، ولا يغادرها إلا فيما ندر، مستقلًا سيارته العتيقة الطراز، فينطلق إلى جهة ما، ويقضي فيها نهاره كله، ثم يعود مع منتصف الليل تقريبًا، حاملًا عدة صناديق، لا يدري أحد ما تحويه، أو ما الهدف منها.. ولم يكن ذلك الرجل اجتماعيًا، بحيث يمكن سؤاله عن طبيعة عمله، وإنما كان صارمًا، عنيدًا، يرفض الاختلاط بالآخرين، أو حتى استقبالهم، كما كان يحيط حياته كلها بإطار من الغموض، أثار فضول أهل المدينة الصغيرة كلهم.. ثم فجأة، اختفى الرجل.. اختفى تمامًا، دون أن يترك خلفه أدنى أثر. والعجيب أن أحدًا لم ينتبه إلى اختفائه، إلا عندما حضر خادمه، فلم يعثر له على أثر داخل الفيلا، على الرغم من وجود سيارته العتيقة خارجها.. وأبلغ الخادم الشرطة، التي قامت بتفتيش الفيلا كلها، وكذلك القبو، الذي كان لدهشة الجميع – خاليًا، إلا من مقعد قديم متهالك، وبعض أوعية زجاجية محطمة.. ولعام كامل، أجرت الشرطة تحرياتها، ووزعت نشرة بأوصاف الرجل، ولكن دون جدوى.. لقد اختفى تمامًا.. وبسرعة أطلق أهل المدينة شائعة، تقول: إن الرجل كان أحد المتعاملين مع الجن، ثم خالف أوامرهم، فسحبوه إلى عالمهم تحت الأرض.. ولاقت الشائعة – بالرغم من غرابتها – قبولًا عجيبًا، واستقبلها أهل المدينة كما لو كانت حقيقة لا تقبل الشك، فلم يقترب أحدهم من الفيلا، وتركوها مهجورة على هذا النحو.. ثم حدث ما جعل الشائعة تتحوَّل إلى حقيقة.. فذات يوم، فكر أحد اللصوص في الاستيلاء على محتويات الفيلا، أو البحث عن ثروة الرجل، المخفاة في مكان ما منها، فتسلَّل إليها تحت جنح الظلام، ثم... ثم أصيب بالجنون.. نعم.. لقد سمعه جيران الفيلا يُطلق صرخات رعب هائلة، ويطلب النجدة، فاتصلوا بالشرطة، التي هرعت إلى المكان، وألقت القبض على اللص، الذي ظل يطلق صراخ رعب، وهو يردد: - الجني.. الجني. ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ حتى اللصوص على دخول الفيلا.. عشر سنوات كاملة، لم تطأ فيها قدم مخلوق واحد هذه الفيلا.. إقرأ التفاصيل لتتعرف على سر الفيلا، أين ذهب ذلك الرجل..
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.