عاد السندباد من رحلته الأخيرة مكدودًا مهدود الحيل... كان قد طوَّف كثيرًا وغاب طويلًا... شرَّق وغرَّب. أبحر شمالًا وجنوبًا... وجابت سفينته بحارًا لم تخض في مياهها سوى تلك السفن العملاقة من عابرات المحيطات وبحور الظلام وغياهب المجهول... تربص به المتربصون من القراصنة ووحوش البحر الذين ورد ذكرهم في أساطير القدماء وحواديت الجدَّات ومواويل العازفين على الربابة مستجلبين أمجادًا كانت أو لم تكن... رأى عوالم ليست كالعالم، والتقى قراصنة لا خناجر في خواصرهم ولا سيوف يشرعونها في وجوه ضحاياهم، لا ندوب في وجوههم ولا عيون فقأتها المعارك، لا سيقان خشبية ولا أذرع من خطافات تقتل ولا تلكم... كانوا قراصنة من نوع فريد، قراصنة يرتدون أفخر الثياب؛ من الحرير والدمقس كانت قمصانهم، ومن المخمل كانت سراويلهم، أحذيتهم مصنوعة من جلود البشر، في أعناقهم عقود من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد، وفي أصابعهم خواتم من معادن نادرة، تزينها لآلئ استخرجت من بحار بلا أعماق، وماسات تخطف البصر والبصيرة معًا!!القصة الرابع من حكايات ألف ليلة وليلة بأسلوب أدبي رائع وبسيطويحكي بأسلوب شيق حكاية السندباد ورحلاته البرية..
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.