الثَّورةُ عَلى القَديمِ سُنَّةُ الحَياة، والتَّمرُّدُ حَالةٌ مُستَمِرةٌ تَتناقَلُها الأَجيَال؛ سَعيًا وَراءَ الوُصولِ إِلى أَدواتٍ جَدِيدةٍ تُعبِّرُ عَن عَصرِها. ولَم تَكُنِ الحَياةُ الأَدبِيةُ فِي مِصرَ بِمَعزِلٍ عَن ذَلكَ الصِّراع؛ فَقدْ رَأى المُؤلِّفانِ أنَّ الشِّعرَ والأَدبَ فِي عَصرِهِما لا يُمثِّلُهما شِعرُ «أحمد شوقي» وأَدبُ «المنفلوطي»؛ لِذا أَعلنَا الثَّورةَ عَلى أَصنامِ عَصرِهِما، ورَاحَ «العقاد» يُفنِّدُ شِعرَ «شوقي»، وتَفرَّغ «المازني» لأَدبِ المنفلوطي. ثَارَا عَلى كُلِّ ما هُو قَديم؛ فَرفضا نظام القافية، والقصيدة الطويلة، وأعلنا تأسيس مدرسة أدبية جديدة سميت «مدرسة الديوان» — نسبة لعنوان الكتاب الذي بين أيدينا — كان أهم مبادئها أن مذهبها «إنساني، مصري، عربي»، ودعوا إلى التجديد في شكل الشعر، ومضمونه، وبنائه، ولغته. ومثل الكتاب مرحلة أدبية مهمة في تاريخ الأدب والشعر العربي، ومعركة من المعارك الأدبية التي خاضها عمالقة الأدب والفكر في تلك الفترة.
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.