منذ الأزل، عاش الإنسان حالة من الاغتراب وعدم الانتماء إلى هذا العالم، مدركًا الفجوة العميقة بينه وبين كل ما يحيط به من موجودات، حتى وإن كان التشابه البيولوجي مع أرقى الأجناس الحيوانية قائمًا كما يزعم داروين. يستعرض الكتاب هذه الظاهرة الإنسانية المميزة، مشيرًا إلى الاختلافات النوعية التي تفصل الإنسان عن باقي الكائنات، ويناقش رفض الفكر المادي والتيارات الإلحادية لهذا الاعتقاد، معتبرينه خرافة. يتطرق الكتاب إلى فترة ازدهار هذه الأفكار في الغرب مع نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، بسبب الانحسار الروحي الناتج عن فساد الكنيسة والنجاحات الكبرى في العلوم الطبيعية التي قادت إلى ظهور القول المشهور "الإله قد مات" لنيتشه. ومع ذلك، تبرز الكتابات الحديثة لعلماء وفلاسفة ما بعد الحداثة التي تتحدث عن أزمة المعنى وتزايد المجهول مقارنةً بالمعلوم، مما يدل على أن الاكتشافات العلمية لم تستطع أن تملأ الفراغ الروحي الذي يشعر به الإنسان.
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.