منذ بزوغ فجر الوجود الإنساني على الأرض، كانت الأسئلة الكبرى تراود الفكر البشري، بحثًا عن جوهر الأصل والمنشأ، الذي أطلق عليه الإغريق قديمًا اسم "اللوجوس". هذا السؤال المحوري تلقى إجابات متباينة تتأرجح بين المفاهيم المادية التي يعتنقها الملاحدة، مرورًا بالإجابات الروحانية التي يقدمها أهل الدين. في قلب هذه الجدلية، تبرز نظرية التطور كمعلم فلسفي وبيولوجي كبير، مبني على أسس مادية، وتُقدم تفسيرًا للأصل الإنساني ينطلق من المكونات المادية. على الرغم من أن داروين قصد استخدامها في سياق بيولوجي محدد، فإن النظرية قد توسعت لتصبح فلسفة شاملة ورؤية كونية، أسست لتراث ضخم في العلوم الاجتماعية والطبيعية، مما جعلها من النظريات الرائدة التي شكلت تفكير القرنين التاسع عشر والعشرين بشكل كبير.
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.