«غلواء»، كلمة تثير الفضول والاهتمام عند قراءة قصائد شاعرنا «إلياس أبو شبكة». إنها تُلقِّب بها في معاجم اللغة بـ«الحدَّة» و«المبالغة» و«أول الأشياء»، لكن من هي هذه «غلواء» التي يشدو بها قلبه ويصوِّرها بألوان شعره الجميلة؟ قد تكون «غلواء» حبيبته الأولى، تلك التي أذاقته أول طعم من الحُب ومرارته، وأفاقت فيه أعماق المشاعر والأحاسيس. قد ينبعث من قلمه شهيق الحنين إليها ونغمات الأوتار المتراقصة في ذكرى لحظاتهما المميزة. على الرغم من ذلك، يُنكِّر الشاعر هذا المعنى في مُفتَّتَحِ ديوانه، حيث يدَّعي أن «غلواء» ما هي إلا خيال شعري مجرَّد. يتحاشى توصيفها بدقَّة، لكن القارئ الفطن يكتشف كيف أن النزْر اليسير من العاطفة والشعور الحقيقيَّين قد صبغ الشِّعر بألوان الصدق والصراحة. عبقرية إلياس أبو شبكة تكمن في قدرته على الجمع بين الحدَّة الشعرية والروحية، حيث تغني قصائده بالحرارة والإلقاء الجذاب، فيما يتدفق الشعور والإحساس من خلال أبياته الخلّابة. في مجموعة قصائده هذه، نجد تجسيدًا رائعًا للعواطف والمشاعر، تداخل الصدق والتجريبية، وهذا ما يجعلها مُلهمة وجذابة لكل من يتذوق جمالية الشعر ويفهم أعماق المشاعر.
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.