مرَّ أكثر من ألف عام على رحيل "أبي العلاء المعري"، وما زالت الجدل حوله مستمراً حتى يومنا هذا. بين وصفه بالكافر ووصفه بالمفكر تتراوح الآراء حوله. يرتبط بقاء الأفكار وخلود أصحابها بشكل وثيق بالأثر الذي يخلفونه؛ فكل حجر يلقى في الماء الساكن يترك حوله دوامات من الأفكار التي ترتبط به وتنبني عليه، سواءً بنقده أو بتأسيسه عليه. ليس صحيحاً أن "شيخ المعرة" لم يكن يعني بكل ما يثار حوله؛ فقد كان من الحكمة بمكان، حتى أنه كتب أفكاراً لم تر النور، ومنها ما بقي داخل صدره ولم يخرج للعلن. ربما كان ذلك هو ما جعل الشيخ مادة للجدل الواسع، وكان من الممكن أن يتلاشى جزء من هذا الغموض لو وصلتنا كلماته كاملة خلال حياته. وعلى الرغم من هذا كله، يبقى "أبو العلاء" وفكره علامة بارزة في تاريخ تطور الفلسفة والفكر العربي.
Discover more books written by the same author.
Start exploring our collection of books and immerse yourself in new stories and knowledge.